شكّك المستعملون لأجهزة التدفئة وبائعوها وأصحاب ورشات الصيانة والتصليح بكل من الشلف وعين الدفلى في طبيعة بعض المركات ونوعيتها والتي تملك الأسواق والمحلات، فيما أرجع البعض الآخر مسألة الصيانة المتذبذبة، فيما صارت منعدمة لدى كثير من المستعملين، أسباب يراها أصحاب ورشات التصليح كفيلة بإحداث كوارث تخلف وراءها ضحايا.
وقد حرص محدّثونا من الباعة الذين التقينا بهم في سوق بيع التجهيزات الإلكترونية بكل أنواعها خاصة أجهزة التدفئة المعروضة بشكل يغري المتسوقين والزبائن والمتعاملين معهم من عدة بلديات نائية، والتي تقل بها هذه المعروضات الجذابة. وبالرغم من تردد البعض في الكشف عن النقائص التي تتوفر في هذه النوعية أو تلك حسب ما يتداوله الزبائن والمستهلكون بشكل عام بدافع الترويج لسلعه، والإقدام عليها قصد بيع أكبر عدد ممكن من التجهيزات، فيما تشبث البعض الآخر بإلصاق هذه النقائص بنوعية لا يتوفر عليها هذا التاجر أو ذاك.
ومن جانب آخر، أبدى آخرون تعصّبهم حين رموا المستعملين لهذه التجهزة بالوقوف وراء ما يحدث لهذه الاجهزة من خلال ما أسموه بجهل عدم تشغيلها على الوجه الصحيح من جهة أو تجاهل التعليمات والمعلومات التي تتضمّنها ورقة التأمين والكشف الإعلامي للمنتوج، ناهيك عن عدم المبالاة بما تقدمه النشريات الخاصة بإستعمال التدفئة والمحيط التي توضع بداخله وشروط التهوية التي ينبغي مراعاتها ضمن عمليات التحسيس التي تقوم بها المصالح على كل المستويات، يقول البائع «محمد - ك»، 55 سنة، الذي لم يتردد في اتهامه المستعمل لهذه التجهيزات التي قال عنها أنها مصنوعة بتكنولوجيا عالية، وتحمل إشارات النوعية العالمية حسب قوله، فيما اعتبر أحد الزبائن ما يقوله البائع بالمقبول إلى حد ما، لكن تساءل عن إدخال هذه التجهيزات على غرف المراقبة والتصليح والصيانة في اليوم الأول من استعمالها لدى الوكلاء المعتمدين المتعاقدين مع الباعة والمؤسسة المكلفة بالتوزيع والبيع.
ولدى تقرّبنا من ورشات الصيانة والتصليح، أوضح المشرفون على العملية أن ما نسجله يوميا في تصليحنا لأجهزة التدفئة كشف لنا بحق أن الأسباب الحقيقية وراءها المستهلك والمستغل لهذه التجهيزات مهما كان نوعها، حيث تنعدم طرق الصيانة الدورية والسنوية للتجهيزات، وهو يسبب كوارث، حيث ثبت لدى تنقلاتنا لمعاينة الأعطاب وجود أعشاش عصافير بداخل القضيب الناقل لفضلات الإحتراق، الأمر الذي يتسبب في انسداد المجرى الذي تكون أخطاره وخيمة، يقول «خالد - ك» عامل ورشة مختص منذ 15 سنة في التصليح خاصة في العمارات والأماكن العالية، والتي يعجز السكان على مراقبتها والإطلاع عن حالتها. ومن جهة أخرى أرجع زميله في الورشة «جمال - س»، 37 سنة، الأمر إلى نوعية الأنابيب اللولبية التي عادة ما تكون مثقوبة دون أن تظهر آثارها للعيان.
هذا وأجمع محدّثونا أن الحل يكمن في المراقبة والصيانة اليومية والدورية، واستشارة أصحاب الورشات كلما طرأ طارئ يقول أحد أعوان الحماية المدنية، الذين يجدون صعوبات في تحسيس السكان بأخطار هذه الظاهرة التي صارت تحصد عشرات الضحايا كل سنة.